من أهم تحديات الدراسة في الخارج التي قد تواجه الطلاب هي اختلاف لغتهم الأم عن لغة الدولة التي يدرسون بها، وقد تواجهك أنت أيضاً إذا قررت الدراسة في الخارج. ولتستطيع الاندماج بشكل جيد في مجتمعك الجديد أثناء الدراسة في الخارج، عليك أن تلم بقدر معقول من لغة ذلك المجتمع، ما سيمكنك من التواصل معه على مستوى أعمق وأكثر فاعلية يحقق لك تجربة استثنائية أثناء دراستك.
بداية.. دراسة اللغة أم اكتساب اللغة؟
يخبرنا ستيفن كراشن؛ صاحب نظرية كراشن الشهيرة لاكتساب اللغة الثانية، والخبير اللغوي الذي كتب أكثر من 100 كتاب في ميدان اللغويات، أن هناك فارقاً شاسعاً بين مصطلح دراسة اللغة وبين مصطلح اكتساب اللغة.
دراسة اللغة هي العملية الأكثر رسمية المتبعة في التدريس، والتي تعطيك معلومات عن اللغة ستقضي وقتاً طويلاً لمذاكرتها قبل أن تكتسبها في طبيعتك، مثل قواعد النحو. أما اكتساب اللغة، فهو عملية لا واعية يتعلم فيها الشخص اللغة عن طريق التواصل الطبيعي بينه وبين متحدثي هذه اللغة، سواءاً وجهاً لوجه أو عن طريق وسيط، تماماً كما يحدث عند الأطفال الذين يتعلمون لغتهم الأم. لذلك، فعملية اكتساب اللغة فطرية تماماً، وتؤدي إلى استيعاب أقوى بكثير من مجرد دراسة اللغة ومحاولة تعلمها بالمذاكرة.
في هذا المقال، جمعنا لك أفضل 5 نصائح لتعلم لغة مجتمعك الجديد أثناء الدراسة في الخارج باستخدام العملية الأكثر فاعلية؛ اكتساب اللغة. جدير بالذكر أن النصائح القادمة ليس لها ترتيب معين، باستثناء النصيحة الأولى، فيمكنك أن تعمل عليها بالتوازي للوصول إلى أفضل نتيجة.
اقرأ أيضاً: بجانب الإنجليزية، تعلُّم واحدة من هذه اللغات قد يغير حياتك
1- ابدأ في تعلم المهارات الأساسية قبل أن تبدأ الدراسة في الخارج
البدء في تعلم المهارات الأساسية للغة، والتي يقصد بها القراءة والكتابة والتحدث والاستماع، قبل أن تضطر لاستخدامها يومياً في مختلف المواقف الحياتية أثناء الدراسة في الخارج، سيكون خطوة كبيرة في طريقك للتحدث بتلك اللغة بطلاقة فيما بعد.
فمثلاً، إن كنت ستدرس بإسبانيا، فحاول في البداية أن تقسم الوقت الذي تحدده لتعلم الإسبانية لتبدأ بمشاهدة الأفلام أو المسلسلات الإسبانية، ومحاولة ربط الكلام الذي يقوله الممثلون بالكلمات المقروءة على الشاشة وتخمين معناها عن طريق انفعالاتهم وتعبيرات أجسامهم، كذلك حاول أن تبدأ في قراءة قصص الأطفال باللغة الإسبانية، فهي تحتوي على لغة بسيطة للغاية يستخدمها الناس في حياتهم اليومية.
بالتوازي مع ذلك، ضع على هاتفك بعضاً من الأغاني الإسبانية كي تزيد من فهمك لوقع اللغة على أذنك.
أيضاً، حاول أن تراسل متحدثين بالإسبانية عن طريق برامج التبادل اللغوي مثل italki أو Speaky، ولا تخجل من استخدامك لبرامج الترجمة في البداية.
لا تتسرع بممارسة التحدث، فحسب نصيحة ستيفن كراشن، ستفيدك فترة من الصمت كثيراً في “هضم” اللغة واستيعاب آلية عملها، ثم يمكنك بعدها أن تبدأ في التحدث ومحاولة تحسين لهجتك عن طريق برامج التبادل اللغوي.
اقرأ أيضاً: الدراسة في الخارج بعد الثانوية 2021
2- جد مدرساً خاصاً أو صديقاً محلياً أثناء الدراسة في الخارج
مرحباً بك في مجتمعك الجديد! أنت الآن في قلب تجربة اللغة، وإن لم يكن معك مرشد يدفعك للاتجاه الصحيح، فستصبح الأمور صعبة بحق.
من الضروري أثناء الدراسة في الخارج وجود شخص ما تحسن معه مستواك في اللغة ويشجعك على اكتسابها، ويعطيك الثقة اللازمة للاستمرار في التعلم ويجتاز معك العقبات التي قد تواجهك، ويساعدك على اكتساب عادات تنمي عندك اللغة، وينبهك باستمرار إلى الأخطاء التي ترتكبها في التحدث أو غيره قبل أن تتفاقم وتصبح عادة لك.
يمكن لهذا الشخص أن يكون مدرساً محترفاً، سواءاً على الأرض أو أونلاين، ويمكن له أن يكون صديقاً محلياً أو زميلاً اكتسبته أثناء الدراسة قادر على المساعدة. هناك العديد من المواقع الإليكترونية التي يمكنك من خلالها إيجاد مدرسين محترفين يمكنهم مساعدتك على التعلم، مثل Skooli، وSuperprof، وMyTutor، وأيضاً يمكنك البحث عن مواقع خاصة بتعليم اللغة التي تريد تعلمها، إذ غالباً ما تقدم هذه المواقع خدمة التدريس الخاص.
اقرأ أيضاً: ما هي شروط الدراسة في الخارج للمصريين؟
3- الممارسة.. استعد لارتكاب الكثير من الأخطاء
ممارسة اللغة، أليس هذا ما نفعله طوال الوقت؟ كل ما يجب عليك فعله في الحقيقة هو إدخال لغتك الجديدة في تعاملاتك اليومية، وبما أنك في بيئة تتحدث هذه اللغة، فلن يكون من الصعب ممارسة مهاراتك اللغوية وتثبيتها بدماغك حتى تصبح طبيعة ثانية لك.
سترتكب العديد من الأخطاء الكبيرة والصغيرة في البداية، وستتلقى نظرات مستغربة ممن حولك، بعضها سيكون ساخراً، فلا تجعل ذلك يحبطك ويؤخرك عن التعلم، بل حول تلك الأخطاء لفرصة تواصل مع المتحدثين المحليين، واطلب منهم المساعدة في تحديد الخطأ الذي ارتكبته، ستجد كثيراً منهم سعيدين للغاية بمحاولتك للتحدث بلغتهم ولن يتأخروا عن مساعدتك.
ما أن تحدد الأخطاء التي ارتكبتها أثناء ممارستك للغة، يمكنك الرجوع إلى مدرسك أو صديقك ومناقشتها معه كي لا تقع فيها مرة أخرى، وهكذا تتطور لغتك من يوم لآخر تطور ملحوظ في تعاملاتك اليومية!
اقرأ أيضاً: الدراسة في الخارج بعد الثانوية: أفضل 5 تخصصات علمية للمستقبل
4- انغمس في الثقافة والفعاليات المحلية أثناء الدراسة في الخارج
حسب الموسوعة البريطانية، فإن اللغة والثقافة بينهما علاقة من التأثير المتبادل، فكما أنك تستطيع تحسين فهمك لثقافة بلد ما بأن تعرف لغته، فأنت أيضاً ستحسن من اكتسابك اللغة بأن تستوعب السياق الثقافي الذي تستمد منه هذه اللغة جذورها وفروعها. فكر في العلاقة بين اللغة والثقافة كإنسان كامل، جسده يمثل اللغة، والروح الذي فيه تمثل الثقافة، فإذا نزعت من ذلك الإنسان جسده أو روحه لن يكون إنساناً.
الفعاليات المحلية التي تحضرها أثناء الدراسة في الخارج ستغمرك بثقافة البلد الذي تدرس فيه، وتزودك بالحماس الكافي لمواصلة تعلم اللغة، كما أنها ستحسن من قدرتك على ممارسة اللغة وفهم المشاعر والأفكار المرتبطة بها بشكل أعمق، وتكوين صداقات مع المحليين تستطيع عبرها أن توسع من دائرة الأشخاص الذين يمكنك ممارسة اللغة معهم. لذلك، فحضور تلك الفعاليات ضروري لتعلم لغة مجتمعك الجديد عن طريق اكتسابها.
اقرأ أيضاً: لطلاب الثانوية: أفضل 6 دول يمكنك دراسة البكالوريوس فيها باللغة الإنجليزية
5- اجعل تعلم اللغة ممتعاً
ستتعلم اللغة أسرع بكثير إذا شعرت بالمتعة والإنجاز أثناء تعلمها، وليس فقط الشعور الثقيل بأنه “ينبغي” عليك تعلمها. لذلك، حاول أن تحمل تطبيقاً يساعدك على تحويل رحلة التعلم إلى لعبة تترقى فيها بالمستويات وتحرز النقاط وتشعر بالمتعة والإنجاز، مثل تطبيق Duolingo. أيضاً، حاول أن تتعرض للإنتاج الفني لثقافة مجتمعك الجديد، سواءاً الأفلام أو المسلسلات أو الأغاني أو الكتب، سيساعدك ذلك على استكشاف الثقافة وزيادة منسوبك من اللغة باستمرار دون أن تشعر بالملل ودون بذل مجهود يذكر، وبذلك يكون لديك شيئاً ممتعاً تناقشه مع أصدقائك المحليين غير الجامعة والامتحانات!
باستخدامك هذه النصيحة مع بقية النصائح الأخرى، ستستطيع قفز مراحل كثيرة في تعلم اللغة بوقت قصير، ولن تمثل اللغة حاجزاً أمام اندماجك في مجتمعك الجديد بعدها.
اقرأ أيضاً: الدراسة بالخارج؛ 7 مميزات لتجربة قد تغير حياتك
المصادر
2- Krashen’s Theory of Second Language Acquisition
3- italki
4- Speaky
5- Skooli
6- Superprof
7- MyTutor
8- Britannica
9- Duolingo
Muhammad Addam
تصفح المقالاتنرشح لك هذه المقالات
دليلك الكامل للحصول على القبول من الجامعة والدراسة بالخارج
نعلم أنك قابلت الكثير من التحديات وآن الأوان لتنجز بعض الخطوات من أجل السفر والدراسة بالخارج بعد الجامعة، فلم يتبق غير القليل لكى تنجزه، العالم كبير ومتشعب وأنت الآن فى حيرة إلى أين يجب أن أتوجه بعد أن حددت التخصص والجامعة الذى أريد الدراسة فيها. لابد أن لديك من التساؤلات حول كيفية التقديم على جامعة […]
الدراسة في أستراليا: أفضل 5 جامعات لدراسة البكالوريوس
أستراليا التي تُعد ثالث أفضل وجهة في العالم للطلاب الدوليين الراغبين في الدراسة في الخارج، وتُرحب بهم خلال جميع المراحل الدراسية، ما رأيك لو أصبحت وجهتك القادمة لمتابعة دراستك بعد بعد انتهاء المرحلة الثانوية؟ دعنا لا نتسرع في الإجابة عن هذا السؤال، سنحاول في هذا المقال الحديث عن مميزات الدراسة في أستراليا، التي تجعل منها […]
دراسة البكالوريوس عن بعد؛ أفضل 7 جامعات حول العالم
لا شك أن دراسة البكالوريوس عن بعد، أمر يبحث عنه كثير من الطلاب، الذين لا تسنح لهم الفرصة للسفر والدراسة بالخارج. هذا الأمر يتيح لك الحصول على شهادة البكالوريوس من مكانك بالمنزل، وبغض النظر عن البلد التي تعيش فيها، أمر لم يكن ممكنًا بالطبع للكثير من الطلاب في السابق لكنه أصبح متاحًا الآن بفضل التقدم […]
دراسة الهندسة في تركيا..شروط القبول، التكاليف وأفضل الجامعات
هل تفكر في دراسة الهندسة في تركيا؟ حيث سوف تحظى في أمتع أوقات حياتك وأنت تحتسي الشاي الأحمر الذي اعتدت عليه وتتناول الكباب المعد بطريقة مألوفة ومختلفة بنفس الوقت. ولا تنسى التسوق في البازار الكبير الذي يعد بالمناسبة أحد أقدم وأكبر الأسواق المغطاة في العالم وحتماً ستجد ما تريد ضمن إحدى أكثر من […]
عين على المستقبل، كل ما تريد معرفته عن دراسة تخصص الذكاء الاصطناعي
في الرابع عشر من فبراير عام ٢٠١٦ تم تفعيل الإنسان الآلي المعروف باسم “صوفيا” والتي تم تطويرها بشركة هانسون للروبوتات المتميزة في تخصص الذكاء الاصطناعي ومقرها في هونج كونج والتي تعمل على تطوير الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلات. وقد لاقت صوفيا اهتماما كبيرا حول العالم، وتم استضافتها في العديد من المناسبات بالعديد من الدول حول العالم. […]