إذا كنت طالباً في المرحلة الثانوية؛ فلا شك أن التفكير في التخصص الجامعي يشغل بالك من حين لآخر. ولا تعود أسباب هذا الانشغال لسنوات الدراسة التي ستقضيها فحسب؛ إذ أن هذا المجال الذي ستختار دراسته سيؤثر على مسار حياتك بأكملها، وبالتالي يبدو قراراً صعباً بعض الشيء، ويلزمه الكثير من التفكير.
ولكن لا داعي للقلق بشأن التخصص الجامعي بعد الثانوية، فهناك الكثير من الخطوات التي قد تُسهل عليك عملية الاختيار، وسنعمل خلال هذا المقال على أهم النصائح التي تُساعدك في اختيار مجال دراستك.
1- فكر في تطلعاتك المستقبلية عند اختيار التخصص الجامعي
لن ينتهي تأثير دراستك الجامعية بمجرد التخرج والحصول على درجة البكالوريوس؛ إذ ستؤثر بالضرورة على فرصك الوظيفية لاحقاً. وبالتالي فهناك العديد من الجوانب التي ينبغي عليك موازنتها قبل اتخاذ القرار النهائي بشأن التخصص الجامعي الذي تلتحق به بعد الثانوية. ومن أهم هذه الأمور:
- يتوفر على فرص العمل: تُعتبر الشهادة الجامعية هي بوابة الدخول لسوق العمل، وهو ما يجعلك تطرح التساؤل حول مدى توفر الفرص الوظيفية المرتبطة بهذا المجال، مما يسمح لك بالعثور على وظيفة بشكل أسرع.
- يؤهلك لوظيفة أحلامك: فإذا كنت تطمح لتأسيس مشروعك الخاص؛ فلن تكون دراسة الطب خياراً جيداً، وإنما يجب اختيار المجال الدراسي المناسب، والعكس صحيح.
- يتطور مع المستقبل: لا يخفى على أحد مدى التطور التكنولوجي الهائل الذي نعاصره، وبالتالي يتوجب عليك اختيار مجالاً قابلاً للتطور وفق مقتضيات المستقبل، وفي هذا السياق يُمكنك الاطلاع على الدراسة في الخارج بعد الثانوية: أفضل 5 تخصصات علمية للمستقبل.
- يحقق لك ربحاً مادياً: في عالم تحكمه المادة، وتؤثر الإمكانيات المادية على قرارات الفرد فيما يتعلق بطريقته في الحياة ومدى قدرته على تحقيق رفاهيته، لا يجب عليك إغفال العائد المادي عند التفكير في التخصص الدراسي بعد الثانوية. ولن يكون من المنطقي أبداً إغفال هذا الجانب أثناء عملية الاختيار.
اقرأ أيضاً: الدراسة في الخارج لطلاب الثانوية: 5 تخصصات واعدة قد تغير حياتك
2- لماذا؟ أهم سؤال في اختيار دراستك بعد الثانوية
يبقى السؤال “لماذا” واحد من أهم الأسئلة التي يجب الإجابة عليها عند اتخاذ أي قرار، وبالأخص حين يتعلق بقرار قد يؤثر على سنوات حياتك اللاحقة. ومن هنا يجب عليك أن تسأل نفسك “لماذا أريد الدراسة في الجامعة؟ لماذا أختار هذا التخصص بالذات دون غيره؟”، ومن إجابتك على هذا السؤال ستقرر مدى تناسب هذا المجال مع تطلعاتك المستقبلية. وبإمكانك الأخذ بعين الاعتبار بعض الأفكار التي تساعدك في الإجابة عن سؤال “لماذا؟”:
– اهتماماتك الخاصة:
فاختيارك لتخصصك الجامعي بعد المرحلة الثانوية لابد أن يتأثر باهتماماتك الخاصة، بل ويجب أن يتماهى معها إلى حد ما. لأن هذا هو ما قد يضمن لك قدراً أكبر من الاجتهاد والعمل، لأنك على الأقل تضع مجهودك في مجال تُحبه وشغوف به.
ولكن يجب أن يخضع هذا الاهتمام للمقاييس التي تحدثنا عنها خلال هذا المقال، مما يجعل اختيارك لمجال دراستك نابعاً من قرار عقلاني مدروس جيداً، وليس مجرد صدفة اعتباطية. وبإمكانك الاستفادة من اختبار 16 Personalities لاكتشاف ميولك المهنية والعديد من صفاتك الشخصية والنفسية، واختبار Holland Code Career Test الذي يُعد من أشهر الاختبارات لمعرفة ميولك المهنية المناسبة لصفاتك الشخصية.
وفي هذا السياق، ننصحك بمشاهدة هذا الفيديو، الذي يتحدث عن إمكانية التخلي عن شغفك من أجل الحصول على الوظيفة المناسبة
اقرأ أيضاً: اللغة والتكاليف؛ أهم 5 تحديات للدراسة في الخارج والتغلب عليها
– من أجل اختيار أفضل لدراستك بعد الثانوية.. استمع لخبرات سابقة
يُعد الاستماع لتجارب الطلبة السابقين فكرة في غاية الأهمية، وستساعدك على اتخاذ القرار الصحيح والمناسب. كما أنها قد توفر عليك الكثير من الوقت والجهد. كل ما عليك فعله هو تحديد الأسئلة التي تريد معرفة إجاباتها بشكل مباشر، مما يُسهل عليك استخلاص أهم الدروس من الطلاب الذين سبقوك.
ولا تُوقف الأمر عند مرحلة الاستماع، وإنما يتوجب عليك الاستفادة من المعلومات التي ستحصل عليها، واستغلالها على أكمل وجه فيما يخص قرارك الأخير بشأن التخصص الجامعي بعد المرحلة الثانوية.
3- الدورات الدراسية المُصغرة.. طريقك لاكتشاف التخصص الجامعي المناسب بعد الثانوية
تريد التعرف أكثر على مجال دراستك الجامعي بعد الثانوية؟ إذن فالبرامج المُصغرة قد تكون هي الخيار الأمثل. تتكون من دورات تدريبية متخصصة تُقدمها الجامعات والكُليات المُعتمدة، بهدف مساعدة مختلف الطلاب على تطوير معرفتهم الأكاديمية في فترة زمنية قصيرة. تُقدم هذه البرامج عبر الإنترنت، مما يُسهل من إمكانية الاستفادة منها في أي وقت.
ولا داعي للقلق فيما يخص جودة هذه الدورات التدريبية؛ إذ أنها تُعَد وتقدم باحترافية عالية، ويُشرف عليها أساتذة جامعيون متخصصون، مما يعني أنك ستتعامل مع محتوى علمي موزون ومناسب لمعرفتك الأولية بهذا التخصص الجامعي.
ما فائدة الدورات الدراسية المُصغرة؟
يبدو هذا تساؤلاً في غاية الأهمية، فما الذي قد يدفعك لدراسة هذه الدورات؟ أو ما الذي يجعلها مختلفة عن أي مصدر آخر يخص التخصص الجامعي الذي اخترته لإكمال دراستك بعد المرحلة الثانوية؟ فيما يلي سنعرض لك بعض النقاط الهامة:
1- منخفضة التكاليف: تُعد تكلفة الحصول على إحدى هذه الدورات منخفضة جداً بالمقارنة مع البرامج الدراسية المتخصصة، بمعنى أنها قد تكون رمزية، أو مجانية في بعض الاحيان.
2- سهولة الوصول إليها: فكما سبق وأشرنا، تُقدم هذه الدورات عبر شبكة الإنترنت، وبالتالي يمكنك دراستها من أي مكان في العالم. كل ما تحتاجه هو حاسوبك الشخصي أو هاتفك الذكي.
3- قصيرة الأمد: لن يلزمك أكثر من بضعة أسابيع (من 4 إلى 5 أسابيع) قبل أن تُنهي برنامجاً كاملاً. وبالطبع يُمكنك الاكتفاء بالقدر الذي تحتاجه إذا لم يكن لديك الوقت الكافي لدراسة البرنامج بأكمله.
4- جودة التعليم: نظراً لأنها تُقدم من أفضل وأشهر الجامعات حول العالم، ويُشرف عليها العديد من الخبراء والمتخصصين، فإن البرامج الدراسية المُصغرة تتمتع بقدر عالي من الجودة وتعتمد على أحدث أساليب التعليم، وهو ما تحتاج إليه بالفعل للتعرف على تخصصك الجامعي بعد الثانوية.
5- طريقة فعالة لاختبار اهتمامك بالموضوع: تُعد هذه من أهم مميزات الدورات الدراسية المُصغرة، وتصب في اتجاه الهدف الرئيس الذي تبحث عنه؛ وهو مدى اهتمامك بموضوع الدراسة ورغبتك في التخصص فيه بشكل أكاديمي بعد المرحلة الثانوية. وكذلك معرفة مدى مناسبة هذا التخصص أو المجال للفكرة التي كونتها عنه مُسبقاً، وبالتالي يمكنك اتخاذ القرار الصحيح، سواء بالتخلي عن هذا المجال، أو بتأكيد مواصلة الدراسة فيه.
اقرأ أيضاً: كنز بهاتفك، ما هو البودكاست وكيف تستفيد منه؟
مجالات يمكنك التعرف عليها عبر الدورات الدراسية المُصغرة
بعد أن تعرفنا على الدورات الدراسية المُصغرة ومميزاتها، سنحاول الآن الوقوف على أهم المجالات التي تتوفر فيها هذه الدورات، والتي نذكر منها على سبيل المثال:
1- الدورات المصغرة في إدارة الأعمال
2- الدورات المصغرة في علوم الحاسب
3- الدورات المصغرة في علوم البيانات
4- الدورات المصغرة في مجال التعليم
5- الدورات المصغرة في التسويق
6- الدورات المصغرة في مجال الصحة
بطبيعة الحال لن تنتهي القائمة عند هذا الحد، ويمكنك الاطلاع أكثر على مختلف الدورات الدراسية المصغرة من هنا، والتي ستؤثر دون شك على قرارك فيما يخص دراستك الجامعية بعد الثانوية، وستمنحك فرصة للتعرف عن قرب بمجالات اهتمامك المختلفة، مما يؤثر على اختيار التخصص الجامعي المناسب لك.
بناءً على ما سبق وقدمنا خلال هذا المقال، أصبح بإمكانك الآن التفكير بشكل واع فيما يخص مجالات اهتمامك، أيها يجب التخلي عنه قبل فوات الأوان، وأيها يستحق التطوير والمثابرة ليكون تخصصك المستقبلي في الجامعة بعد انتهاء المرحلة الثانوية.
اقرأ أيضاً: أفضل 5 طرق للدراسة في الخارج بأقل التكاليف
المصادر
Fatmaelzahraa Nassar
تصفح المقالاتنرشح لك هذه المقالات
دليلك الكامل للحصول على القبول من الجامعة والدراسة بالخارج
نعلم أنك قابلت الكثير من التحديات وآن الأوان لتنجز بعض الخطوات من أجل السفر والدراسة بالخارج بعد الجامعة، فلم يتبق غير القليل لكى تنجزه، العالم كبير ومتشعب وأنت الآن فى حيرة إلى أين يجب أن أتوجه بعد أن حددت التخصص والجامعة الذى أريد الدراسة فيها. لابد أن لديك من التساؤلات حول كيفية التقديم على جامعة […]
الدراسة في أستراليا: أفضل 5 جامعات لدراسة البكالوريوس
أستراليا التي تُعد ثالث أفضل وجهة في العالم للطلاب الدوليين الراغبين في الدراسة في الخارج، وتُرحب بهم خلال جميع المراحل الدراسية، ما رأيك لو أصبحت وجهتك القادمة لمتابعة دراستك بعد بعد انتهاء المرحلة الثانوية؟ دعنا لا نتسرع في الإجابة عن هذا السؤال، سنحاول في هذا المقال الحديث عن مميزات الدراسة في أستراليا، التي تجعل منها […]
دراسة البكالوريوس عن بعد؛ أفضل 7 جامعات حول العالم
لا شك أن دراسة البكالوريوس عن بعد، أمر يبحث عنه كثير من الطلاب، الذين لا تسنح لهم الفرصة للسفر والدراسة بالخارج. هذا الأمر يتيح لك الحصول على شهادة البكالوريوس من مكانك بالمنزل، وبغض النظر عن البلد التي تعيش فيها، أمر لم يكن ممكنًا بالطبع للكثير من الطلاب في السابق لكنه أصبح متاحًا الآن بفضل التقدم […]
دراسة الهندسة في تركيا..شروط القبول، التكاليف وأفضل الجامعات
هل تفكر في دراسة الهندسة في تركيا؟ حيث سوف تحظى في أمتع أوقات حياتك وأنت تحتسي الشاي الأحمر الذي اعتدت عليه وتتناول الكباب المعد بطريقة مألوفة ومختلفة بنفس الوقت. ولا تنسى التسوق في البازار الكبير الذي يعد بالمناسبة أحد أقدم وأكبر الأسواق المغطاة في العالم وحتماً ستجد ما تريد ضمن إحدى أكثر من […]
عين على المستقبل، كل ما تريد معرفته عن دراسة تخصص الذكاء الاصطناعي
في الرابع عشر من فبراير عام ٢٠١٦ تم تفعيل الإنسان الآلي المعروف باسم “صوفيا” والتي تم تطويرها بشركة هانسون للروبوتات المتميزة في تخصص الذكاء الاصطناعي ومقرها في هونج كونج والتي تعمل على تطوير الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلات. وقد لاقت صوفيا اهتماما كبيرا حول العالم، وتم استضافتها في العديد من المناسبات بالعديد من الدول حول العالم. […]