لا يخفى على أحد أن تعلم اللغات وخاصة الإنجليزية الآن لم يعد رفاهية أو اختيارًا، بل صار أمرًا أساسيًا في سوق العمل، وفي الدراسة، وحتى في تصفح الإنترنت، فهناك محتوى متنوع وغني باللغات الأخرى عامة واللغة الإنجليزية خاصة، والتي كثيرًا ما نحتاج اللجوء إليها عند بحثنا عن أمر معين.
وبالحديث عن الطلاب، نجد أن لديهم فرصة رائعة لتعلم اللغات، إذ صارت جزءًا رئيسيًا من المناهج منذ المرحلة الابتدائية وما قبلها وحتى التخرج من الجامعة، ولذلك نجد التركيز كله منصب على اللغة الإنجليزية.
بالرغم من ذلك تظل هناك لغات أخرى غير الإنجليزية لها مستقبل مشرق، إن قمت بتعلمها من الآن فقد تفتح لك آفاقًا كبيرة في المستقبل. في هذا التقرير نتعرف على هذه اللغات.
1- تعلُّم اللغة الألمانية؛ مستقبل مشرق في الدراسة وسوق العمل
بالتأكيد قد سمعت عن صديق واحد لك على الأقل قد سافر إلى ألمانيا أو انضم إلى كورس في اللغة الألمانية، وربما قمت أنت بالتفكير في ذلك أو تقوم به بالفعل في هذه الأوقات. لماذا؟
لأن ألمانيا تُعد واحدة من أهم بلاد العالم التي تسعى لاستقطاب العاملين والكفاءات والطلاب من جميع أنحاء العالم إلى أراضيها، نظرًا لكونها تعاني من نقص في العمالة ومعدلات متزايدة للأعمار الكبيرة لدى شعبها.
في عام 2019 أعلنت الحكومة الألمانية عزمها طرح قانون جديد للهجرة يهدف إلى تسهيل إجراءات منح تأشيرة الدخول إلى ألمانيا، واستقطاب العديد من الكفاءات من دول خارج الاتحاد الأوروبي، وذلك إثراءً لسوق العمل الألماني ومحافظة على التطور والتقدم الذي حققته في السنوات الأخيرة، بفضل الكثير من الكفاءات غير الألمانية والتي تعمل لديها الآن.
اقرأ أيضًا: كيف تختار الدولة المناسبة من أجل الدراسة بالخارج؟
باختصار شديد، يمكن القول إن اللغة الألمانية هي لغة المستقبل النسبة للطلاب، فإن كنت تنوي الدراسة في ألمانيا أو العمل في المستقبل هناك فكل ما عليك هو البدء في تعلم اللغة فهو الشرط الأول والأهم للوصول إلى تلك البلاد الجميلة التي يدرس فيها الآن 38 ألف طالب عربي إضافة إلى مئات الآلاف من العاملين في الشركات والقطاعات الألمانية المختلفة.
2- تأتي قبل الإنجليزية؛ اللغة الإسبانية.. لغة قارة كاملة
هل تعلم أن اللغة الإسبانية هي ثاني أكبر لغة في العالم من حيث عدد المتحدثين بها بعد اللغة الصينية، إذ يتحدث بالإسبانية نحو نصف مليار شخص حول العالم كلغة أولى وهو ما يفوق عدد المتحدثين الأصليين للغة الإنجليزية.
قارة كاملة هي أمريكا الجنوبية تتحدث جميع دولها بالإسبانية باستثناء البرازيل التي تتحدث بالبرتغالية، كما أنه في أمريكا الشمالية توجد المكسيك، والتي تتحدث بالإسبانية إضافة إلى نحو 10% من الشعب الأمريكي يتحدث بالإسبانية، وتشير آخر التقديرات إلى أن اللغة الإسبانية تكتسب المزيد من الشعبية داخل الولايات المتحدة.
تعلم اللغة الإسبانية قد يفتح لك الكثير من الأبواب في المستقبل خاصة مع وجود دول متقدمة أو في طور التقدم في قارة أمريكا الجنوبية، مثل الأوروجواي إضافة إلى وجود إسبانيا بالطبع، والتي تقع في قلب أوروبا وفيها الكثير من الجامعات والفرص الممكنة لمتحدثي اللغة الإسبانية.
كل هذه العوامل تدفعك إلى وضع اللغة الإسبانية في الاعتبار وبقوة عند قرارك بخصوص اللغة الثانية التي تقوم بدراستها بعد الإنجليزية.
3- تعلم اللغة الصينية؛ لغة المستقبل القريب للغاية
ماذا لو قلت لك إنه من بين 7 مليار شخص على وجه الأرض هناك ما يزيد على 1.5 مليار منهم يتحدثون لغة واحدة؟ ليس هذا فقط، بل هؤلاء يُعتبرون مصنع العالم ويشاركون وحدهم بنحو 28% من إجمالي الناتج الصناعي للعالم بأسره؟ نحن هنا نتحدث عن العملاق القادم بقوة، والذي تشير التوقعات إلى قرب سيطرته على النظام المالي والصناعي العالمي بالكامل، إضافة إلى مناطحته في هذه اللحظات للولايات المتحدة من حيث القوة الصناعية والاقتصادية.
كذلك تحتوي الصين على الكثير من الجامعات المتقدمة والتي تتقدم سنة بعد أخرى في المراكز العالمية، كما توفر الكثير من المنح والفرص الدراسية المدفوعة أو غير المدفوعة، للعديد من الطلاب حول العالم.
هنالك أيضًا العديد من الشركات العالمية مثل أبل وسامسونج وغيرها من التي لديها الكثير من المصانع العملاقة في الصين الأمر الذي قد يجعل إتقانك لهذه اللغة سببًا في الحصول على وظيفة أحلامك في المستقبل.
اللغة الصينية يمكن وصفها باختصار شديد بإنها لغة المستقبل القريب، وإن أردت بالفعل تعلّم لغة لأجل فتح المزيد من الآفاق في مستقبلك المهني فعليك بتعلم اللغة الصينية.
4- اللغة الفرنسية؛ خامس أشهر لغات العالم
هذه المرة ننتقل من الشرق إلى الغرب، قلب أوروبا وعاصمة النور، حيث فرنسا واللغة التي توغلت كثيرًا في الثقافات العربية، سواء في مصر التي تُعد الفرنسية خيارًا أولًا لطلاب الثانوية يدرسونها كلغة ثانية بجانب الإنجليزية، أو في لبنان أو في بلاد شمال إفريقيا من الجزائر وتونس والمغرب، وغيرها من البلدان العربية والإفريقية التي تُعد اللغة الفرنسية فيها لغة ثانية أو ثالثة.
يتحدث باللغة الفرنسية نحو 280 مليون شخص حول العالم وهو عدد ضخم للغاية، كما تُعد فرنسا من الدول الكبرى في أوروبا والعالم، ويقطن بها الكثير من العرب والمهاجرين والطلاب.
اقرأ أيضًا: الدراسة بالخارج ليست للأغنياء فقط… أرخص 10 أماكن لاستكمال التعليم بالخارج
تعلم اللغة الفرنسية بكل تأكيد قد يفتح لك بابًا هامًا في مستقبلك، سواءً على الصعيد الدراسي، إذ أن هناك الكثير من الجامعات الأوروبية التي تدرس باللغة الفرنسية، داخل فرنسا وخارجها مثل بعض الجامعات في بلجيكا وسويسرا، كما أن هناك مقاطعة كاملة في كندا هي مقاطعة كيبيك والتي يتحدث سكانها اللغة الفرنسية كلغة أولى فيما بينهم.
تعلم اللغة الفرنسية لاشك أمر ضروري لأولئك الذين يريدون العيش داخل إحدى الدول الناطقة بالفرنسية، أو من يريدون العمل في الهيئات الدولية الكبرى مثل الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية، وغيرها.
5- اللغة اليابانية؛ لعشاق كوكب اليابان
بلاد الأنمي ورسومات المانجا والساموراي، حيث الحضارة القديمة الضاربة بأعماقها طويلًا، والشعب المهذب الذي يحترم الغرباء، إضافة إلى العمل الجاد والصناعات التكنولوجية العملاقة والمبتكرة، أهلًا بكم في كوكب اليابان.
إن كنت من عشاق هذا البلد الذي تطالعك صور مدنه النظيفة على مواقع التواصل، أو تُبهرك تلك الأخبار القادمة عن ابتكاراتهم وصناعاتهم في مجالات الروبوتات، أو حتى شاهدت حلقة أو سلسلة من إحدى أفلام الأنيمي المنتجة هناك، فأنت بالتأكيد خطر على بالك يومًا أن تتعلم اللغة اليابانية أو تمنيت أن تكون من المتحدثين بها.
لكن الأمر يعدو مرحلة الرفاهية، إذ أن تعلم اللغة اليابانية بالفعل قد يغير من مستقبلك، بالنظر إلى ما توفره تلك البلاد من أجواء دراسية رائعة للطلاب الذين يدرسون على أراضيها في مختلف المراحل من بكالوريوس وماجستير ودكتوراه، كما توفر منحًا دراسية أِهمها منحة ميكست والتي تُطرح كل عام، وغيرها من الفرص الكبيرة والمختلفة لمن يتحدث باللغة اليابانية أو حتى يتقن بعض أساسياتها.
إن كانت وجهتك في يوم من الأيام هي اليابان فبالتأكيد تعلمك للغة اليابانية سيسهل عليك الأمر كثيرًا و يقصّر الطريق عليك من كافة النواحي.
اقرأ أيضًا: 5 نصائح لكتابة السيرة الذاتية بشكل رائع
Mostafa Elsaied
تصفح المقالاتنرشح لك هذه المقالات
هذه الدول تمنحك شهادة البكالوريوس في 3 سنوات فقط
لا يخفى على أحد أن الثانوية تمثل تحديًا للكثير من الطلاب، ليس فقط أثناء السنة نفسها بل بعد التخرج منها، إذ يجدون أنفسهم في مفترق طرق بين دراسة البكالوريوس في مجال معين، أو السفر والدراسة بالخارج في نفس المجال، أو السفر وتغيير المجال بالكامل، كل هذه العوامل تمثل تحديًا رئيسيًا لهؤلاء الطلاب، ومن هذه التحديات، […]
7 تخصصات مطلوبة بقوة في سوق العمل
نعم هناك تخصصات مطلوبة في سوق العمل ولها مستقبل في قادم السنوات يمكن أن تؤثر على اختياراتك وماذا تريد أن تصبح في المستقبل؟…لطالما كان هذا السؤال التقليدي -الذي عاصر جميع الأجيال السابقة والقادمة- بمثابة حيرة لا تنتهي. فكم من طالب إستطاع أن يجد لهذا السؤال جواب ملائم، متوافق مع ميوله الشخصية و قدراته الدراسية في […]
الدراسة في الخارج: أفضل 5 نصائح لتعلم لغة مجتمعك الجديد
من أهم تحديات الدراسة في الخارج التي قد تواجه الطلاب هي اختلاف لغتهم الأم عن لغة الدولة التي يدرسون بها، وقد تواجهك أنت أيضاً إذا قررت الدراسة في الخارج. ولتستطيع الاندماج بشكل جيد في مجتمعك الجديد أثناء الدراسة في الخارج، عليك أن تلم بقدر معقول من لغة ذلك المجتمع، ما سيمكنك من التواصل معه على […]
كل ما تريد معرفته عن دراسة البكالوريوس في هولندا
في حين أن طواحين الهواء وصور المقاهي المريحة و قنوات المياه المتلألئة قد تكون أول ما يتبادر إلى الذهن عند التفكير في هولندا. فإن هذا البلد الصغير الواقع في شمال غرب أوروبا لديه الكثير ليقدمه للطلاب الراغبين في الدراسة في الخارج. فموقعها المركزي ونظامها التعليمي العالي الممتاز والبيئة الدولية، تجعل الدراسة في هولندا وجهة مثالية […]
كورونا لن يُضيع حُلم الدراسة في الخارج؛ أهم 5 دول تسمح للطلاب بالسفر إليها الآن
الدراسة في الخارج حلم للكثيرين جاء تفشي فيروس كورونا بمثابة ضربة قوية له، إذ أنه في ظل انتشار الفيروس على مستوى عالمي وتطبيق كثير من الدول لحظر سفر منها وإليها مع كل دول العالم، أصبح من الصعوبة بمكان للطلاب السفر للدراسة في الخارج من أجل استكمال دراستهم في البلد التي يحلمون بها. سيما أن الدراسة […]