السيرة الذاتية لطالما مثلت نقطة رئيسية في الحياة المهنية والتعليمية، فتنوع الفرص واختلاف مواطنها والإقبال الشديد عليها؛ جعل قرار قبول المتقدمين أمراً بالغ الصعوبة بالنسبة للمؤسسات، وهذا ما جعل المؤسسات تلجأ إلى إخضاع المتقدمين لعدة مراحل قبل القبول. لذا تلجأ المؤسسات إلى مراجعة سيرهم الذاتية كأحد العوامل لتقليل عدد المرشحين للقبول واختيار أفضلهم وأكثرهم ملائمة للفرص المطروحة.
تخيل أنك في مقابلة شخصية، حينها سترتدي أفضل ثيابك وتضع العطر وتذهب لهذه المقابلة المصيرية لمستقبلك، هكذا هي السيرة الذاتية، فهي لها من الأثر في مجريات ونتائج تلك المقابلة أكثر ما لمظهرك الشخصي. فالسيرة الذاتية هي مستند يحوي المعلومات الأساسية من تعليم أكاديمي ومهارات وإنجازات وغير ذلك. لذا فإن التمعن في تسطير سيرتك الذاتية يُعد من أهم المقومات التي ستعود على مسيرة حياتك بالنفع.
إليك كل ما تحتاج معرفته عن السيرة الذاتية
تُعد واجهتك الرسمية، تعرف على أهمية سيرتك الذاتية:
تُعد السيرة الذاتية كصورة شخصية لك، فكما أن الصورة الشخصية تحمل كل تفاصيل مظهرك الخارجي بحيث لا يمكن الخلط بينك وبين شخص آخر، فكذلك يجب أن تكون السيرة الذاتية، وذلك حتى يتسنى للمطلع عليها تمييز شخصك دون غيرك من المتقدمين لنفس الفرصة.
لا توجد صورة محددة أو إطار رسمي للسير الذاتية فهي تختلف بين شخص وآخر حسب الخلفية الثقافية والعلمية للشخص وكذلك حسب الفرصة الراغب بالحصول عليها.
ولكن هناك ٣ أنماط للسير الذاتية هي الأكثر شيوعا، فكل نمط يحوي تفاصيل خاصة به:
١.السيرة الذاتية ذات التسلسل الزمني (Chronological or Traditional CV):
الهدف منها توضيح تطور عملك وخلفيتك العلمية على مدار مسيرتك، فهي تسرد تفاصيل تجاربك وخبراتك مرتبة زمنيا بحيث تتيح لمن يطلع عليها أن يكون صورة أولية واضحة عن تفاصيل مسيرتك. على سبيل المثال:
لو أن شخصاً أراد أن يستخدم هذا النمط، فستكون سيرته الذاتية على النحو التالي:
- يناير ٢٠٢١ التحقت بقسم التسويق في شركة (ج)
- أكتوبر ٢٠٢٠ حصلت على ترقية مسئول قسم التسويق في شركة (ب)
- أبريل ٢٠٢٠ تم اختياري كموظف مثالي بقسم التسويق
- نوفمبر ٢٠١٩ التحقت بقسم التسويق في شركة (ب)
فكما ترى، لقد تم ذكر التفاصيل التجربة بتسلسل زمني تنازلي متصل ومتقارب
٢.السيرة الذاتية الوظيفية (Skills-based or Functional CV):
والهدف منها هي التركيز على مهاراتك وإنجازاتك دون النظر إلى الفوارق الزمنية، ويستخدم هذا النمط لإخفاء الفجوات الزمنية التي لم تضف كثيرا لك خلال مسيرتك. على سبيل المثال:
لنفرض أن شخصاً آخر أراد أن يتبع هذا النمط في سيرته الذاتية، فستكون على النحو التالي:
- التحقت بالعمل في قسم الموارد البشرية في شركة(أ)
- شاركت في تنظيم المؤتمر السنوي للشركة (آ)
- نُقلتُ إلى قسم الإنتاجية و الجودة في شركة (آ)
فكما ترى، على الرغم من أنه ذكر الأنشطة والوظائف التي شغلها، إلا أنه لم يذكر التفاصيل الخاصة بالتوقيت وذلك حتى يتسنى له أن يبعد الأنظار عن الفوارق الزمنية بين كل نشاط وآخر.
اقرأ أيضًا: لطالب الثانوية.. 7 خطوات لتطوير لغتك الإنجليزية
٣. السيرة الذاتية المشتركة (Combined CV):
هي خليط بين النمطين السابقين فهي توضح مهاراتك وإنجازاتك مضيفة إليها ترتيبها الزمني وهي بذلك تعطي صورة تفصيلية كاملة عن مسيرتك.
أساسيات السيرة الذاتية
مهما اختلفت أنواع وأنماط السير الذاتية إلا أن هناك تفاصيل أساسية لا يجب أن تخلو منها السيرة الذاتية، فنقص أي منها يعني نقص في المعلومات لدى المؤسسة التي ترغب بالالتحاق بها، وبالتالي تكوين حكم مبدئي منقوص عن خلفيتك العلمية والمهنية والذي بدوره قد يقلل من فرص قبولك.
١.المعلومات الشخصية:
هي معلومات أساسية أولية يحتاج أي مُطلِع على سيرتك الذاتية أن يتعرف عليها مثل:
1- الاسم: يمكن الاكتفاء بإسم الشخص واسم العائلة دون التطرق لاسم الوالد أو الجد.
2- تاريخ الميلاد: لا تهتم بعض المؤسسات بتاريخ الميلاد، إلا أنه يعد مهما لدى البعض لا سيما إذا كانت الفرصة تتطلب سنا محددا.
3- عنوان منزلك.
4- رقم المحمول الخاص: يعد مهما لدى البعض حيث انه يوفر التواصل الشخصي السريع، ويجب اضافة الكود الخاص بالدولة التي تقيم بها، لا سيما إذا كانت المؤسسة التي ترسلها في دولة أخرى.
5- رقم التليفون الأرضي: حتى يتم التواصل معك إذا تعسر التواصل عبر هاتفك المحمول.
6- البريد الالكتروني الشخصي: يعد التواصل عبر البريد الإلكتروني هو الوسيلة الرسمية عالميا للتواصل.
7- الجزء الخاص بالمؤهل التعليمي:
المؤهل التعليمي: يجب ذكر الفترة التي قضيتها في آخر مرحلة تعليمية وسنة التخرج والمجموع العام بالنسبة المئوية أو ما يعادلها في التقديرات الخاصة بكل نظام تعليمي.
اقرأ أيضًا: بوابتك للدراسة في الخارج؛ أهم 6 اختبارات للقبول في الجامعات العالمية
٢.الخبرات:
تختلف الخبرات حسب اختلاف الأعمار والمراحل التعليمية المختلفة سواء كانت ثانوية أو جامعية أو غير ذلك. وتشمل:
التدريبات المحلية أو الدولية:
في الأعوام الأخيرة أصبحت هناك العديد من فرص التدريب المتاح محليا أو دوليا لمختلف المراحل العمرية، لذلك يجب ذكر التدريبات على النحو التالي: اسم التدريب، نوع التدريب، مكان التدريب، المدة الزمنية.
المؤتمرات والمسابقات:
حضور المؤتمرات العلمية والمشاركة في المسابقات سواء كانت محلية او دولية تعد عاملا مهما لدى المؤسسة التي تتقدم لها فهي تعكس مدى الاهتمام والمبادرة لديك.
الجوائز والشهادات التقديرية:
الكثير منا قد حصل على الجوائز والشهادات التقديرية من خلال المشاركة في مسابقات أو تحقيق إنجاز. لذلك ذكر تفاصيلها يعطي لمحة عن التزامك.
الأعمال التطوعية:
الالتحاق بالأعمال التطوعية يعكس مسئوليتك تجاه الخدمات المجتمعية والتي بدورها تترك انطباعا جيدا عنك. لذلك يفضل دائما ذكر تفاصيل الاعمال التطوعية التي سبق وأن التحقت بها سواء كانت محلية أو دولية.
الدورات العلمية:
التطوير المعرفي لدى الفرد لم يعد يقتصر على ما تقدمه المناهج والمؤسسات التعليمية فقط سواء كانت مدارس أو جامعات أو غير ذلك. فهناك مؤسسات خاصة تقوم بتوفير دورات علمية في مجالات مختلفة لتساعد على التطوير المعرفي. لذلك فإن ذكر الدورات العلمية التي حصلت عليها تعطي صورة أكثر وضوحاً لخلفيتك الثقافية والعلمية.
٣.المهارات اللغوية:
من أساسيات القبول لدى المؤسسات هي المهارات اللغوية، فهي تعد واحدة من أهم الشروط الخاصة بالقبول إن لم تكن أهمها. لذا فإن إدراج مهاراتك اللغوية في سيرتك الذاتية تعد أهم الأساسيات التي لا يجب تجاهلها. ويتم ذكر المهارات اللغوية على النحو التالي:
أولا: إدراج اللغة الأم التي تتحدث بها في موطنك (اللغة العربية).
ثانيا: تقوم بإدراج اللغات التي تستطيع التحدث بها واحدة تلو الاخرى مع ذكر مدى اتقانك لتلك اللغات.
ولمعرفة مدى اتقانك لكل لغة يمكنك اختبار مهارات اللغوية الخاصة باللغة من خلال الهيئات الرسمية المنوطة لاختبارات تحديد المستوى اللغوي.
٤.الهوايات والاهتمامات:
تعد الهوايات والاهتمامات مهمة لدى بعض المؤسسات لأسباب عديدة منها
١.لأنها تساعد على إبراز المهارات التي قد تستفيد منها المؤسسة.
٢.يمكن من خلال إثبات قدرتك على التأقلم مع البيئة الثقافية الخاصة بالمؤسسة.
نقاط هامة لإعداد سيرة ذاتية مميزة:
الاهتمام بإعداد السيرة الذاتية يعد من أهم خطوات التى تحسن من فرصك في القبول لدى المؤسسات. لذا إليك بعض النقاط التي تحسن من الصورة النهائية للسيرة الذاتية:
١.عدد الصفحات: يفضل ان تكون عدد صفحات السيرة الذاتية يتراوح من صفحة إلى صفحتين كحد أقصى (ما لم تحدد المؤسسة عدد الصفحات)، وذلك لأن الإقبال الشديد على الفرص المطروحة لا يعطي مجالا لمراجعة السير الذاتية الطويلة.
٢.الصورة الشخصية: إضافة صورتك الشخصية في بداية السيرة الذاتية غير محبذ. لكن إذا أردت أن تضع صورة فيجب أن تراعي:
- مقاس الصورة يتناسب مع الصفحة
- جودة الصورة: فيجب أن تكون واضحة
- يفضل أن تظهر بالصورة في زي رسمي
٣. البريد الإلكتروني: يفضل أن يحتوي بريدك الإلكتروني على اسمك الأول أو الأخير.
٤. ترتيب البيانات: يفضل أن يتم ترتيب البيانات داخل السيرة الذاتية بترتيب زمني تنازلي (من الأحدث للأقدم).
٥. اللغة الأم: يجب كتابة اللغة الأم في الجزء الخاص بالمهارات اللغوية حتى وأن كانت لغة الفرصة الرسمية هي لغة أجنبية.
يمكنك الإطلاع على نماذج وأنماط مختلفة من السير الذاتية من هنا.
اقرأ أيضًا: بجانب الإنجليزية، تعلُّم واحدة من هذه اللغات قد يغير حياتك
المصادر
Mohamed Khalifa
تصفح المقالاتنرشح لك هذه المقالات
الحقيقه وراء اهتمام الجهات المانحه بالانشطة التطوعيه
الحقيقه وراء اهتمام الجهات المانحه بالانشطة التطوعيه قبل الحديث عن اهميه الانشطه التطوعيه يجب ان نعرف اولا ان الجهات المانحه تهدف الي احداث تاثير ايجابي عليك وعلي المجتمع باموالها. الانشطه التطوعيه تعني انك تستخدم كل ما تملك من مهارات ومعرفه وقدرات بهدف افاده المجتمع بدون مقابل مادي وهذا ينبع بشكل كبير من شخصيتك الحريصه علي […]
كيفية تحقيق الأهداف.. إليك نصائح وطرق عملية مجربة
“تذكر أن الهدف، طالما لم يكن مكتوبًا باللون الأسود على أبيض، يظل مجرد أمنية .. فالقلم الرصاص والورقة ينشطان العقل الباطن ويبرمجان الهدف”. رونا هيرمان وكما يقول برايان ترايسي” وضع الأهداف يُتيح لك توجيه رياح التغيير لصالحك” ليكمل روبرت إتش شولر “بأن إنجازات اليوم هي مخاوف البارحة” ورقتين! لنجلس معاً على نفس […]
أفضل 10 مواقع لإنشاء قوالب وعروض تقديمية (Powerpoint) بسهولة
يبحث الكثيرون عن قوالب أو عروض تقديمية جاهزة، بدلًا من بذل الكثير من الجهد لإتمامها. نتحدث معكم هنا عن أهم المواقع التي تقدم القوالب والعروض التقديمية (powerpoint) بشكل سهل. “شكرًا لكم” هذا ما ستنطق به بكل ثقة بعد انتهائك من عرضك التقديمي الرائع، الذي سيُذهل جمهورك، ويجعلهم يقفون تصفيقًا وإعجابًا لك، مشهد مُبهج صحيح! لا […]
7 أشياء مفيدة يمكنك عملها في فترة الكورونا (COVID-19)
تأتي فترة الكورونا (COVID-19) بتحديات كثيرة لك إذا كنت طالباً بغض النظر عن نوع دراستك، منها ما هو نفسي وجسدي نتيجة للعزلة المستمرة، ومنها ما هو مادي نتيجة لعدم القدرة على التكسب من العمل مثل ذي قبل. القلق المتزايد وأعراض الاكتئاب الظاهرة وانخفاض الدخل والتخوف بشأن المستقبل كلها تأثيرات خلفتها الكورونا على الطلاب حسب بحث […]
ابنك في الثانوية هذا العام؟ 5 نصائح هامة للأهالي وأولياء الأمور أثناء الثانوية
لو سألت أهالي الطلاب عن أكثر لحظاتهم قلقًا على مستقبل أولادهم بدءًا من يوم ولادتهم لأجاب غالبيتهم بالطبع بالثانوية، تلك المرحلة التي تأخذ كل اهتمام الأهالي وأولياء الأمور بدرجة تجعل منهم وكأنهم هم من يدرسون ويختبرون، وليسوا أبناءهم. هذا لأن الثانوية وبالتحديد الثانوية هذا العام لا تزال في مجتمعاتنا مرحلة مفصلية في مستقبل الابن والابنة، […]