هل أنت حقاً كسول؟
ربما يجب أن تعيد التفكير!.. فقد لا تكون كسولاً حقاً كما تعتقد، فالكسل كما هو الحال مع المماطلة، هو عَرَضٌ لما هو أكبر منه وليس سبب.
هو مشكلة فرعية ناتجة عن مشاكل أخرى مما يعني، هنالك أمل! وبالتعرف على المشاكل الرئيسية وإيجاد الحلول لها فأنت يمكنك التخلص من عدة مشاكل دفعة واحدة!
هناك عدة أصوات وعبارات للكسل تؤثر في سلوكنا وكما قال أنتوني روبنز“حدد مشاكلك ولكن أعط قوتك وطاقتك للحلول”
الأصوات الـ8 للكسل:
1.الحيرة والإرتباك (Confusion).. “لا أعرف ماذا أفعل؟”
“فقط الذين يجرؤون على المضي قدماً يكتشفون كم هم قادرون على الوصول”.
عدم التيقن مما علينا فعله هي إحدى المراحل الأساسية التي يجب أن نمر بها، حتى نستطيع أن نجد ما علينا فعله ولا يمكن لأحد اخبارنا بها، بل هي مهمتنا في الحياة لإيجاد ما يجب علينا فعله.
ولذا بالمرة القادمة التي تشعر فيها أنك لا تعرف ماذا تفعل أبدا من هنا!.. استمع للصوت الخافت في مؤخرة رأسك، فقد يكون يحدثك بما تُرغب بالقيام به حقاً.
احرص على الترحيب به والاستماع إليه، وليس الخوف منه فهو سيمضي وسوف تصل إلى القناعة، إلى الاختيار الذي يجلب السعادة إلى قلبك بالنهاية، لكن تذكر عليك أن تبذل جهدك في التعرف على ما تريد فالجلوس دون عمل أي شيء لن يحقق أي شيء أو يجعله يختفي.
2.الخوف العصبي (Neurotic Fear)..”لا أستطيع فعلها”
كما قال نيلسون مانديلا “تعلمت أن الشجاعة ليست غياب الخوف، ولكن القدرة على التغلب عليه”
يولد الخوف الكسل كردة فعل عكسية، حتى لا نضطر إلى اتخاذ القرارات التي تخيفنا، ولقد كان مارك توين محقاً حينما قال أن “الشجاعة هي إتقان الخوف و ليست غياب الخوف”
فالإنسان بطبيعته يخاف من كل ما يجهله، ولكن هذا ليس مبرراً لنقف في مكاننا ولا نفعل ما علينا القيام به، جرب أن تتخيل أسوأ ما يمكن أن يحدث عندما تواجهك مواقف مخيفة في المرة القادمة وشاهد شعور الهدوء التي ستشعر به عندما تدرك أن حياتك لن تنتهي عند القيام بما يخيفك، فـ “الشجاعة تقود إلى النجوم و الخوف يقود إلى الموت” كما قال – سينيكا
3.العقلية الثابتة (Fixed Mindset).. “أخشى أن أفشل أو أبدو غبياً”
العقبية الثابتة vs عقلية النمو
هل لديك علم بما يسمى قانون الجذب؟
هو موضوع واسع ويمكن تطبيقه على مجالات عديدة، لكن اليوم سنناقشه من زاوية أخرى قليلاً، اليوم سَنُطبقه على العقلية الثابتة وعقلية النمو.
العقلية الثابتة تحد نفسها وإمكاناتها بما ولدت به دون محاولة الاكتشاف أو التفكير ويشكل الخوف من الفشل والمحاولة والهروب من التحديات الجديدة بالإضافة إلى الشعور بالتهديد من نجاح الآخرين أبرز ما فيها!
على عكس عقلية النمو التي تؤمن بنفسها وبما يمكنها تحقيقه، ويتم تطبيق قانون الجذب على كلاهما فوفقاً للقانون.. أنت ما تظن أنك سوف تكونه!
وعند تطبيقه بنفس الطريقة على كلاهما جَعلاً أحلام وأهداف عقلية النمو حقيقة، فهذا يسبباً قلق وتردد أكثر للعقليات الثابتة أنها كحلقة لا تنتهي وأنت فقط من يستطيع تحديد ايقافها والتحويل الى الحلقة التي تضمن نجاحك في الحياة.
4.الخمول (Lethargy)..”أنا متعب جدا، ليس لدي الطاقة”
التعب هو أمر حقيقي نشعر به وأحياناً إجبار أنفسنا على العمل ونحن نشعر بالتعب قد ينقلب علينا لذا بالمرة القادمة التي تشعر فيها بالتعب خصصاً وقتاً لأخذ راحة والنوم أو التمتع بدش بارد يعيد نشاطك بدل شرب عدة أكواب أخرى من القهوة!
5.اللامبالاة (Apathy)..”أنا لا أهتم بأي شيء”
هناك عدة أسباب لعدم الاهتمام أو الاكتراث تتراوح من غياب الدعم أو المشاعر السلبية إلى نقص الدافع والضياع والافتقار إلى الحس أو الهدف من تحقيق الأمور.
ولا تخلط عدم الأهتمام مع الكسل بل ابحث خلف المشكلة من البداية وتخلص من كل الأمور التي تشكل ضغطاً عليك دون الرغبة في فعلها وتسبب لك الاكتئاب بشكل أو أخر.
6.الندم (Regret).. “أنا كبير جدا على أن أبدأ. لقد فات الأوان”
أحياناً تشكل معتقدات سخيفة كعمرنا أكبر عوائقنا، وتمنعنا من القيام بكل ما نرغب به فنحن ننظر للنصف الفارغ وننسى النصف الممتلئ طوال الوقت!
أن تكون كبيراً في العمر فهذا يعني أنك تدرك جيداً ما الطرق التي تحب أن تدرس بها على سبيل المثال، أو كيف يمكنك أن تنجز الأمور بطريقة أسهل فأنت قد أمضيت فترة أطول مع نفسك، سمحت لك بتكون معرفة أفضل بإمكانياتك بالإضافة إلى تطور حسك بكم تستغرق الأمور لتنُجز بطريقة ما ولا تنسى تحسن حسك في إدارة الوقت عن قبل.
الندم هو جزء من النضوج ولكن عوضاً على أن تركز ما تبقى لك من وقت بإهداره بالندم ركز على التحسن الذي تستطيع إنجازه بنفس الوقت والذي يمكنك إلى الوصول لما تطمح بها.
ويمكن تفقد قاعدة الـ1% وقوة العادات في مساعدتك لتحقيق هذا عبر أقرأ أيضاً: قوة العادات في تغيير حياتك للأفضل!
7.الهوية (Identity)..”أنا مجرد شخص كسول”
قد تكون فقط تُعّرف نفسك على أنك كسول!.. لأنك لم تستطيع الايفاء بالخطة التي وضعتها لنفسك!
ولكن تذكر مقولة أنتوني روبنز “لا يمكنك التحكم في ما يحدث لك، لكن يمكنك التحكم في نظرتك لما يحدث لك، وهذا يجعلك تتحكم بالأحداث، بدلاً من أن تتحكم هي بك”
لذا في المرة القادمة التي تريد أن تتهم بها نفسك بالكسل صارحها بما الذي أدى لهذه الحالة فالصراحة هي المفتاح لتطوير نفسك وإيجاد الحلول!
8.مصدر خجل (Shame)..”لا يجب أن اكون كسولاً جداً”
قد يتحد صوت الخجل والعار مع صوت الكسل مما يقوي موقف الكسل ويجعله المسيطر!
لكن لا بأس في أن تكون كسولًا، فهو لا يقول شيئا محدداً عنك، كل شخص لديه جزء كسول، انت لست وحدك!
ولا تفكر في الكسل دائماً كشيء سلبي فتضيع الوقت في مشاهدة برنامجك المفضل أو الوصول لمرحلة جديدة في لعبتك المفضل أو فقط تصفح المواقع التواصل الإجتماعي ضمن معايير معينة يشحنك بالطاقة اللازمة لمتابعة حياتك بشكل اسعد ويمكنك من إطلاق إبداعك بطرق خلاقة أكثر!
أفضل 5 تقنيات للتغلب على الكسل!
1.قاعدة الـ5 ثوانِ
5..4..3..2..1..قم بالعد تنازلياً من 5 إلى 1 في المرة القادمة التي تشعر بها أنك سوف تماطل ولن تقوم بالعمل فوراً!
العد تنازالاً يساعدك على إتخاذ القرار المطلوب، إنها الغريزة البشرية للتصرف بعد العد التنازلي. ,يمكنك معرفة المزيد عن الكتاب من هنا
2.قاعدة الدقيقتين
هل ستذكر تلك المكالمة التي أجلت القيام بها لما يقارب الشهر وما تسببت لك بقلق كلما ما تذكرتها، قاعدة الدقتين أتت للمساعدة!
تنص القاعدة أن إذا المهمة يتطلب إنجازها أقل من دقيقتين فيجب القيام بها بشكل مباشر!
كتلك المكالمة مثلاً أو مراسلة صديقك لك لتطمئن على أحواله، قيس المهام التي يتطلب القيام بها دقيقتين بعقلك وتخلص منها بشكل مباشر !
هذه القاعدة تساعدك على الشعور بالإنجاز الذي يتضاعف للقيام بالمهمات الأصعب مع تطوير الوقت.
بالإضافة إلى أن التخلص من المهام البسيطة يفسح المجال للتركيز على القيام بالمهام الأصعب بدون شعور القلق بتواجد الكثير من المهام للقيام بها .
3. 30 دقيقة أو ساعة؟
هل يتضمن جدولك الصباحي الاستيقاظ في تمام الساعة السابعة والمباشرة في الدراسة الساعة الـ8 صباحاً؟
لكنك تستقيظ بالـ7:30 وتسارع لإنهاء روتينك قبل الـ8 لتنتهي 8:05 وتضر للانتظار إلى الـ8:15 للبدء بالدراسة فتقرر إمضاء الوقت بمشاهدة اليوتيوب إلى 8:18 لتخبر نفسك مرةً أخر أنك ستبدأ في الـ8:30 !!
هل يبدو الأمر مألوفاً؟
أنه أمر عجيب فهذا التصرف بدر منا جميعاً في مرحلة ما، مع أشد اقتناع أنك يجب أن تبدأ الساعة المحددة تماماً فتجاوز بضع دقائق يعطل الخطة كاملةً!
الأمر لا يخصك وحدك ولكن يجب أن تتوقف فهذا لا يهم حقاً أنه مجرد قرارا اتخذناه غالباً بعمر صغير وبقي معنا ,أعني ألم تشعر بسخافة الأمر وأنت تقرأه الآن؟
4.اجعل الخطوة الأولى سهلة!
أصعب جزء في القيام بالمهام هي الخطوات الأولى ونستطيع تقسيم الصعوبة إلى سببان:
أ.الجهد المطلوب للقيام بالخطوة الأولى
قد تكون تخطط للاستفادة من سنواتك الدراسية في الجامعة لتعلم الأساسيات المطلوبة، لكنك تجد صعوبة في الجلوس ومطالعة المقالات والمصادر المختلفة لما يجب أن تقوم به.
والاطلاع على مقال لكل طالب.. أهم المهارات التي يجب أن تتقنها قبل التخرج يوفر لك الدفعة الأولى التي تحتاجها للبدء في تعلم كل ما تحتاجه لذلك.
ب.عدم وضوح الخطوة الأولى
قد تملك أهداف كبيرة تريد تحقيقها وهذه أمر جيد، ولكن الأهداف الكبيرة بدون خطة للقيام بها هي مجرد أحلام!
وتقسيمها إلى خطوات وأهداف صغيرة هي ما يضمن قيامك بها دون شعور القلق والضياع. يمكنك الاطلاع على إقرأ أيضاً: كيف تحقق أهدافك..ولماذا؟ لمساعدتك على وضع النقاط على الحروف.
5.صمم نظام مكافآت لنفسك!
حتى تتمكن من كسب عادة التغلب على الكسل، يجب أن تكافئ نفسك بجائزة حتى يتمكن عقلك من أن يسجل هذه النشاط على أنه أمر يستمتع بالقيام به ويحفزك للمتابعة.
أحياناً توقعاتنا المبالغ بها لحياتنا أو إنجازاتنا، هي ما تسبب لنا القلق الأكبر وهذا ما يعرف بمتلازمة الميل للتفاؤل والتي تتمحور حول كيف أننا نتوقع من الأمور أن تمضي بشكل معين دون إبداء أدنى انتباه للعوامل المؤثرة في حياتنا.
على سبيل المثال لنفترض أنك أثناء التخطيط ليومك افترضت أن مسافة الوصول إلى العمل سوف تستغرق 30 دقيقة، لكنك تفاجأت بالواقع من أزمة مرور شديدة تعطل السير، مما أدى إلى استغراقك ساعةً كاملة للوصول إلى العمل، وهذا ما عكر مزاجك لبقية اليوم و ترتب عليه انخفاض الإنتاجية وأداء ضعيف، لكونك تشعر أن مخطط اليوم لم يسر كما خططت له.
فعليك أن تتعلم كيفية الاستعانة بالتقنيات السابقة للتغلب على هذه الأفكار السلبية.
انظر للكسل كنتيجة لمشكلة تحتاج لحل، وليس صفة موجودة بك، واعمل على إصلاحها لتنعم بحياة مليئة بالإنجازات والمرح وعمل كل ما هو ممتع، فما فائدة الحياة المليئة بالعمل فقط !
اقرأ أيضاً: خطوة بخطوة لتعلم لغات جديدة
التعليم المهني طريقك المباشر لسوق العمل.. كيف ذلك؟
المصادر
Safaa Zamil
تصفح المقالاتنرشح لك هذه المقالات
كيف تجتاز قسم القراءة في الأيلتس IELTS بتفوق؟
يعتقد الكثيرين من المتقدمين لاختبار الأيلتس IELTS أنه من المستحيل بالنسبة لأولئك الذين لغتهم الأولى ليست الإنجليزية الحصول على درجة 7 أو أكثر في قسم القراءة في الأيلتس IELTS Reading. ويرجعون ذلك إلى أنهم لن يتمكنوا من قراءة تلك النصوص الطويلة في مجالات متنوعة، ولا يستطيعون معرفة كل تلك المفردات الصعبة. وقد يرجع السبب وراء […]
تستعد للدراسة في الخارج؟.. إليك 5 أمور عليك الاستعداد لها قبل السفر
بعد أن قطعت شوطاً كبيراً للدراسة في الخارج وخرجت من دوامة الامتحانات والقلق من المستقبل وقعت بين يديك أخيراً رسالة القبول من الجامعة محملة بالأخبار السعيدة. ويتعين عليك الآن أن تفكر في الخطوة التالية التي يجب عليك القيام بها وما هي استعدادات السفر التي يجب أن تتربع على قمة قائمتك. فكما قال مالكوم […]
أهم النصائح والحيل حول السيرة الذاتية
أهم النصائح والحيل حول السيرة الذاتية المقدمة للمنح الدراسية كثيرٌ منا حين يقوم بالتقديم على أحد المنح الدراسية يُطلب منه بشكل رئيسي أو اختياري أن يقوم برفع “سيرته الذاتية”، لكن ما الذي قد يميز سيرتك الذاتية عن غيرها من السير، هذا ما سنعرفه سويًا مع ضيفتنا: شيرين شاهين في حوار مع عبده سامي “أحد مؤسسي […]
خطوة بخطوة.. اكتسب مهارتي القراءة والكتابة أثناء تعلم اللغة
نستكشف الآن مهارتي القراءة والكتابة، وهما المهارتان التاليتان في طريقنا لتعلم اللغة، ويعتبران من أكثر المهارات التي يواجه فيها المتعلمون صعوبة في تعلمها، نظراً لأنهما يتطلبان تفاعلاً أعمق مع اللغة يزيد درجة عن الاستماع والتحدث. لكن قبل أن ننخرط في الحديث عن مهارتي القراءة والكتابة، هل تسائلت يوماً كيف يتعلم الأطفال اللغة؟ ينامون ثم يجلسون […]
دليلك الكامل لتعلم التسويق الرقمي (Digital Marketing) خطوة بخطوة
التسويق الرقمي (Digital Marketing) هو لغة العصر بكل تأكيد، بل لغة المستقبل أيضًا، هل شعرت يوماً بالإنزعاج أثناء مشاهدتك لفيلم أو مسلسل أو برنامج بسبب كثرة الإعلانات التي تقاطع استمرار المشاهدة؟ هل تصادف وقرأت إعلاناً في إحدى الصحف عن افتتاح معرض للأثاث عليه خصومات هائلة لفترة محدودة. هل خطر على بالك يوماً السبب الرئيسي وراء […]