أستراليا التي تُعد ثالث أفضل وجهة في العالم للطلاب الدوليين الراغبين في الدراسة في الخارج، وتُرحب بهم خلال جميع المراحل الدراسية، ما رأيك لو أصبحت وجهتك القادمة لمتابعة دراستك بعد بعد انتهاء المرحلة الثانوية؟
دعنا لا نتسرع في الإجابة عن هذا السؤال، سنحاول في هذا المقال الحديث عن مميزات الدراسة في أستراليا، التي تجعل منها وجهة تعليمية مميزة من أجل الدراسة في الخارج خصوصاً لطلاب الثانوية، ليكون بإمكانك أن تجيب بنفسك بعد أن تُكون فكرة عامة عن الدراسة في أستراليا.
لماذا الدراسة في أستراليا بعد انتهاء المرحلة الثانوية؟
تُعد إجابة هذا السؤال هي مفتاح السر في القرار المتعلق بدراسة البكالوريوس في أستراليا، وهو ما يجعل هذا البلد الاختيار الأمثل ضمن كل الخيارات المطروحة أمامك فيما يخص الدراسة في الخارج؛ وذلك وفق العديد من الأسباب التي نذكر منها على سبيل المثال:
1- نظام تعليمي قوي..
إذ يُعتبر التعليم الأسترالي واحد من أقوى الأنظمة التعليمية على مستوى العالم، والذي يشغل المركز الثامن عالمياً فيما يخص جودة النظام التعليمي. كما تحضر 6 جامعات أسترالية ضمن قائمة أفضل 100 جامعة في العالم، بالإضافة إلى تصنيف 7 مدن أسترالية ضمن قائمة أفضل المدن الدراسية على مستوى العالم.
ولا داعي للعجب بشأن هذا التميز المُستَحَق؛ إذ أن هذه النتائج ما هي إلا ثمرة توجه قومي ووطني يُركز على الاهتمام بالمجال التعليمي وتطويره ما أمكن ذلك من جهد. ليس فقط فيما يخص الطلاب الأستراليين، ولكن كذلك باستقطاب الطلبة المتميزين من مختلف أنحاء العالم. مما يجعلك تفكر بشكل جدي في الالتحاق بهذا النظام المميز فور انتهاء دراستك الثانوية.
2- استقطاب الطلاب الدوليين.. أولوية قومية
تستقبل الجامعات الأسترالية سنوياً ما يُقارب 700 ألف طالب من مختلف أنحاء العالم. وتعمل على تقديم العديد من المساعدات والتسهيلات لهم، كما تقدم الحكومة الأسترالية عدداً كبيراً من المنح الدراسية الخاصة بالطلاب الأجانب، تُقدر قيمتها المالية بما يقارب 200 مليون دولار سنوياً.
وتحرص على توفير البيئة المناسبة لهم سواء للدراسة في أستراليا أو للحياة فيها لاحقاً، فتُشير تقارير للحكومة الأسترالية أن نسبة رضا الطلبة الدوليين عن الدراسة والحياة في أستراليا تقترب من 90%. ويعمل المسؤولون بشكل دؤوب على تحقيق البيئة المثالية المناسبة لمختلف الطلاب.
اقرأ أيضاً: الدراسة في الخارج بعد الثانوية: أفضل 5 تخصصات علمية للمستقبل
3- التطبيق العملي أثناء الدراسة.. اكتسب الخبرة مبكراً
جميع البرامج الدراسية مُصَممة وفق متطلبات سوق العمل، وتتطلب اجتياز العديد من التداريب المهنية خلال سنوات دراسة البكالوريوس. مما يمنحك خبرة عملية في مجال دراستك، بالإضافة إلى ما تُتيحه لك هذه التجارب من فرص لتكوين علاقات مهنية. وهم ما يجعلك قادراً على الالتحاق بالوظائف المختلفة فور تخرجك، مما يعني سهولة إقامتك في أستراليا بعد انتهاء سنوات دراستك الجامعية.
كما يمكنك العمل بدوام جزئي خلال الفصول الدراسية، أو العمل بدوام كامل في الإجازات الدراسية المعتمدة، وبالتالي يمكنك استغلال هذه الفرصة في اكتساب خبرات عملية، وكذلك في كسب المال الذي سيساعدك دون شك في مصاريف دراستك المختلفة.
4- مجتمع متعدد منفتح.. فرصة لاكتشاف العالم بعد الثانوية
كواحدة من أكثر دول العالم انفتاحاً فيما يخص استقبال المهاجرين، يُعد المجتمع الأسترالي من أكثر المجتمعات استعداداً لإدماج القادمين الجُدد. مما يجعل منه مجتمعاً متعدد الثقافات، حيث أن أكثر من 30% من المواطنين الأستراليين ولدوا في الخارج.
وباختيارك لأستراليا وجهة لدراسة البكالوريوس بعد الثانوية؛ تضمن وجودك ضمن أكثر من نصف مليون طالب من مختلف أنحاء العالم، مُرحب بكم للدراسة والحياة في هذا البلد المنفتح. وبإمكانك التعرف أكثر على مميزات اختيار أستراليا كوجهة للسفر والدراسة في الخارج بعد المرحلة الثانوية من هنا.
وبالنظر إلى جميع هذه الأفكار؛ فإن الدراسة في أستراليا بعد الثانوية، تبدو الآن كهدف أولوي يجب تحقيقه. فانطلاقاً مما قدمناه؛ ترجح كفة النظام التعليمي الأسترالي أمام في حالة مقارنتها مع أي وجهة أخرى من أجل الدراسة في الخارج. ولكن كم تُكلف هذه التجربة التعليمية المميزة؟ سنحاول باختصار الإجابة على هذا السؤال.
اقرأ أيضاً: اللغة والتكاليف؛ أهم 5 تحديات للدراسة في الخارج والتغلب عليها
تكاليف المعيشة والدراسة في أستراليا
نظراً للمقومات الفريدة التي تتمتع بها الدراسة في أستراليا والمعيشة بها بشكل عام؛ فإن تكلفة الدراسة والحياة قد تبدو مرتفعة قليلاً، حيث تتراوح تكلفة دراسة البكالوريوس بين 20، و45 ألف دولار للعام الدراسي الواحد، بينما تُقدر تكاليف دراسة الماجستير ب 22 إلى 50 ألف دولار. في حين قد تصل تكلفة المعيشة في أستراليا سنوياً إلى 20 ألف دولار للشخص الواحد.
صحيح أن هذه التكاليف قد تبدو باهظة إلى حد ما، ولكنها قد تقترب بشكل أو بآخر من تكاليف المعيشة أو الدراسة في العديد من دول العالم. ولا تنس أنه بإمكانك الخفض من رسوم معيشتك حال اتباعك عدداً من الطرق التي تساعدك على ذلك، وفي هذا السياق نُرشح لك الاطلاع على أفضل 5 طرق للدراسة في الخارج بأقل التكاليف.
والآن، لنتعرف على قائمة بأفضل الجامعات الأسترالية التي ستجعل من تجربة الدراسة في أستراليا تجربة فريدة لن تُنسى.
1- University Of Melbourne
تُعد أفضل جامعة في أستراليا، وواحدة من أفضل 100 جامعة على مستوى العالم في أغلب التصنيفات العالمية المُعتمدة. وبالتالي فإن الدراسة في جامعة Melbourne، ستُمكنك من الحصول على درجة علمية مرموقة ومُعترف بها على الصعيد الدولي. وتحتل مكانة مهمة في مجال البحث العلمي ومواكبة التحديات الاجتماعية، والاستجابة السريعة لكل المستجدات العلمية في مُختلف القطاعات التعليمية.
يُقارب عدد طلاب الجامعة 47 ألف طالب، من بينهم 12 ألف طالب دولي من مختلف أنحاء العالم، مما يجعلها وجهة مناسبة لمواصلة الدراسة في أستراليا بعد الثانوية.
اقرأ أيضاً: لطالب الثانوية: 7 خطوات لتطوير لغتك الإنجليزية
2- University Of Sydney
أقدم جامعة في أستراليا على الإطلاق، تأسست عام 1851. وتحتل جامعة سيدني المرتبة الثانية كأفضل جامعة أسترالية، وتُصنف ضمن قائمة أفضل 100 جامعة على مستوى العالم. تضم الجامعة ما يُقارب 70 ألف طالب، وتُرحب بالتحاق الطلاب الدوليين.
وتُعد الجامعة التي ألهمت أغلب القادة والسياسيين الأستراليين، فالعديد من رؤساء الوزراء تلقوا تعليمهم الجامعي بين أروقة هذه الجامعة، من بينهم Edmund Barton، الذي يُعتبر أول رئيس وزراء أسترالي مُنتخب عام 1901.
وبالإضافة إلى تميزها العلمي والدراسي الملحوظ؛ فإن جامعة سيدني تُقدم العديد من الخدمات والتسهيلات الأكاديمية وغير الأكاديمية لمختلف الطلاب. بالإضافة إلى والمساعدات المالية والمنح الدراسية وفرص الدراسة في الخارج، حيث توفر ما يُقارب 280 برنامج للتبادل الثقافي لأكثر من 30 دولة حول العالم. مما يجعلها وجهة وبيئة مثالية من أجل الدراسة في أستراليا. وبإمكانك التعرف أكثر على جامعة سيدني من هنا.
اقرأ أيضاً: لطلاب الثانوية: 5 تخصصات واعدة قد تغير حياتك
3- Australian National University
تُعرف اختصاراً ب ANU، وتحتل المرتبة الثالثة في ترتيب الجامعات الأسترالية، وتتميز عنهم جميعاً في عدد جوائز نوبل التي حازتها الجامعة في عدة مجالات. حيث فاز 6 خريجون من الجامعة بجائزة نوبل في مجالات متعددة، ويُديرها أحد هؤلاء الفائزين، وهو Brian P. Schmidt، الذي حصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام 2011. مما يعني أن الدراسة في أستراليا، وبالأخص في جامعة ANU ستُمكنك من التعرف على العديد من العلماء والباحثين، الذين حازوا أرقى الجوائز العلمية على مستوى العالم. وبإمكانك التعرف أكثر على مختلف الإنجازات العلمية التي حققتها الجامعة من هنا.
وبالإضافة إلى ذلك، تحرص الجامعة الوطنية الأسترالية على إقامة العديد من الشراكات مع أعرق الجامعات حول العالم، فنجد أن الجامعة تجمعها شراكات علمية وأكاديمية مع جامعات عالمية مثل Yale University, the University of Oxford, ETH Zurich, and the National University of Singapore.
لا دليل أكثر من ذلك على عراقة وتميز هذه الجامعة، الذي يعطيها أولوية حال تفكيرك في الدراسة في أستراليا، نظراً للمستقبل المهني والأكاديمي الذي ينتظرك حال التحاقك بها بعد تخرجك من المدرسة الثانوية.
4- University Of Queensland
ترفع جامعة Queensland شعار “العلم والعمل الدؤوب”، وهو ما يُعطيك فكرة أولية عن مسار هذه الجامعة التي تُعد من الجامعات البحثية والأكاديمية الرائدة في أستراليا، وضمن قائمة أفضل 100 جامعة على مستوى العالم. تضم الجامعة أكثر من 55 ألف طالب، من بينهم 12 ألف طالب دولي من أكثر من 140 دولة حول العالم.
لا يغيب خريجي هذه الجامعة عن المحافل الكبرى، سواء الحاصلين على جائزة نوبل، أو المديرين التنفيذيين للشركات الكبرى، وحتى الفنانين والشعراء الذين حازوا أرقى الجوائز الأدبية والفنية، مما يمنحك دليلاً قوياً على أن شعار الجامعة لا ينتهي مع التخرج منها، وإنما يترسخ في طريقة حياة طلابها.
مما يجعلها وجهة فريدة للدراسة واكتساب العديد من المهارات الحياتية، وهو ما تحتاجه بالفعل بعد دراستك الثانوية، ويجعل من قرار متابعة الدراسة في أستراليا فكرة مميزة ستؤثر على حياتك المستقبلية.
اقرأ أيضاً: كنز بهاتفك.. ما هو البودكاست وكيف تستفيد منه؟
5- Monash University
“نجتذب أفضل العلماء، ونفتح أبوابنا للعمل الجاد”، هكذا تُقدم جامعة Monash نفسها، وتفتخر بكونها أكبر جامعة أسترالية، ومن أكثر الجامعات انفتاحاً على التجارب العلمية المختلفة. تُتيح أكثر من 6 آلاف تخصص في مختلف المجالات ضمن كلياتها العشر. وتضم أكثر من 45 ألف طالب.
مما يجعلها هدف مثالي لمتابعة دراستك بعد الثانوية في واحدة من المؤسسات الأكاديمية التي تطمح وتعمل بجد لإحداث التغيير.
ولا تنتهي قائمة أفضل الجامعات الأسترالية لدراسة البكالوريوس هنا؛ إذ يمكنك الاطلاع على العديد من الجامعات التي تحتل مكانة مرموقة فيما يتعلق بموضوع الدراسة في أستراليا بعد الثانوية من هنا.
وانطلاقاً من كل ما قدمناه من أفكار ومعلومات خلال هذا المقال، وبالنظر إلى التميز الملحوظ الذي تتمتع به الجامعات التي أوردناها؛ فإن الالتحاق بواحدة من هذه المؤسسات المرموقة بعد انتهاء دراستك الثانوية يُعد فرصة لا تُعوض. ليس فقط من أجل التقدم العلمي والأكاديمي الكبير الذي تتمتع به هذه المؤسسات، ولكن أيضاً بالنظر إلى تجربة الدراسة في أستراليا، وما تُتيحه هذه الدولة من تجارب ومقومات مميزة؛ كل هذا يجعل أستراليا هي الخيار الأمثل من أجل الدراسة في الخارج بعد الثانوية، ويُهون من أي تكاليف أو صعوبات قد تواجهك خلال عملية الالتحاق بإحدى جامعاتها.
المصادر
Fatmaelzahraa Nassar
تصفح المقالاتنرشح لك هذه المقالات
دليلك الكامل للحصول على القبول من الجامعة والدراسة بالخارج
نعلم أنك قابلت الكثير من التحديات وآن الأوان لتنجز بعض الخطوات من أجل السفر والدراسة بالخارج بعد الجامعة، فلم يتبق غير القليل لكى تنجزه، العالم كبير ومتشعب وأنت الآن فى حيرة إلى أين يجب أن أتوجه بعد أن حددت التخصص والجامعة الذى أريد الدراسة فيها. لابد أن لديك من التساؤلات حول كيفية التقديم على جامعة […]
دليلك لأفضل المنظمات التطوعية الدولية بجامعتك
إن كنت غير متابع لما يحدث بجامعتك في السنوات القليلة الماضية، فربما لم تسمع عن المنظمات التطوعية مثل Enactus، أو TEDx، أو AIESEC، أو Hult Prize، أو MUN. لذلك، سنضع بين يديك المعلومات الأساسية عن تلك المنظمات التطوعية حتى تعرف عنها أكثر، وربما تتقدم للاشتراك بها. لكن، ما هي المنظمات التطوعية بالأساس؟ المنظمات التطوعية باختصار […]
دراسة البكالوريوس عن بعد؛ أفضل 7 جامعات حول العالم
لا شك أن دراسة البكالوريوس عن بعد، أمر يبحث عنه كثير من الطلاب، الذين لا تسنح لهم الفرصة للسفر والدراسة بالخارج. هذا الأمر يتيح لك الحصول على شهادة البكالوريوس من مكانك بالمنزل، وبغض النظر عن البلد التي تعيش فيها، أمر لم يكن ممكنًا بالطبع للكثير من الطلاب في السابق لكنه أصبح متاحًا الآن بفضل التقدم […]
دراسة الهندسة في تركيا..شروط القبول، التكاليف وأفضل الجامعات
هل تفكر في دراسة الهندسة في تركيا؟ حيث سوف تحظى في أمتع أوقات حياتك وأنت تحتسي الشاي الأحمر الذي اعتدت عليه وتتناول الكباب المعد بطريقة مألوفة ومختلفة بنفس الوقت. ولا تنسى التسوق في البازار الكبير الذي يعد بالمناسبة أحد أقدم وأكبر الأسواق المغطاة في العالم وحتماً ستجد ما تريد ضمن إحدى أكثر من […]
عين على المستقبل، كل ما تريد معرفته عن دراسة تخصص الذكاء الاصطناعي
في الرابع عشر من فبراير عام ٢٠١٦ تم تفعيل الإنسان الآلي المعروف باسم “صوفيا” والتي تم تطويرها بشركة هانسون للروبوتات المتميزة في تخصص الذكاء الاصطناعي ومقرها في هونج كونج والتي تعمل على تطوير الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلات. وقد لاقت صوفيا اهتماما كبيرا حول العالم، وتم استضافتها في العديد من المناسبات بالعديد من الدول حول العالم. […]